إن الحديث عن القراءات القرآنية متعدد الجوانب، عن معناها، وعن نشأتها وضوابطها وأثرها العقدي والفقهي، وأثرها في اللغة العربية، وفي كل ناحية من هذه النواحي كتب أكثر من بحث، وفيها أكثر من طاعن؛ فعن معناها ونشأتها كتب المستشرقون لينالوا من مكانة القراءات بل القرآن، وعن قبولها أكثر من رأي للمفسرين، بين قابل ومدافع، وبين مرجح ومفضل، وبين طاعن وناقد، وعن سند القراءات عند المحدثين بين تواتر وشذوذ، وعن ضوابطها ما بين مكثر ومقل عند علماء القراءات، وعن أثرها الفقهي خلاف طويل بين الفقهاء.
فالحديث عن موضوع القراءات ذو شجون وشجون، وقد أصابتني الحيرة في أيهما أبدأ: الرد على المستشرقين، أو على المفسرين، أو على اللغويين، ورأيت أن