الموسوعة الأمريكية قد أوردت الوضع والتحريف لنصوص الديانة اليهودية والنصرانية، على حد سواء.
ثانيهما:
أما دعوى أن كل امرئ يستطيع وضع النص أو قراءته، على وجه يؤيد بدعته ونحلته، فهو باطل، وذلك أن جولد زيهر نفسه يرى أن من القراءات ما هو متواتر مقطوع بصحته، وهذه القراءات المتواترة، لا يعني بحال أن يعتمدها الناس، بل الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه تلقاها بالوحي، وأخبرنا أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، إذن فكل صحابي كان يقرأ على حرف من الحروف التي تلقاها عنه، وقراءة هذا أو ذاك، واختلاف هذا مع ذلك: لم يكن له أثر، بل الكل متبع لا مبتدع، انظر إلى كلام الصحابة:" أقرأنيها رسول الله"، وانظر إلى إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لقراءة هشام حين اختلف مع عمر، (هكذا أنزلت)، وإلى إقراره قراءة عمر (هكذا أنزلت)
فاختلاف القراءات كان قديما، ولكنه اتباع لا ابتداع، ومظاهر الاختلاف في القراءات أصدق أمارة على كمال الإعجاز، ونصوع المسحة الإلهية الحكيمة على كل كلمة من كلام هذا الكتاب المعجز " إن كان ثمة غير هذا- فليحدثنا به، فإذا لم يجد لتفسير هذه الظاهرة فرضا آخر تقبله العقول، لا في جوف الأرض، ولا فوق أديم السماء؛ لكونه من المستحيلات التي لا توجد إلا في تصوير أوهام الحاقدين وجهلة المستكبرين: فإنا نقول له ولأمثاله: إن مسألة تعدد القراءات الثابتة من عند الله تعالى، لا تجافي أبدا حقيقة توحيد النص القرآني (١)