للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن ذلك قوله:

وللدال كلم ترب سهل ذكا شذا ... ضفا ثم زهد صدقه ظاهر جلا (١)

قال أبو شامة في شرحه: " ضمن في هذا البيت الثناء على أبي محمد سهل بن عبد الله التستري ".

قال القشيري في رسالته: " هو أحد أئمة القوم، ولم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع، وكان صاحب كرامات، لقي ذا النون المصري بمكة سنة حج، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل ثلاث وسبعين.

والترب: التراب.

وذكا: من قولهم ذكت النار تذكو ذكاء مقصور: أي اشتعلت.

والشذا: حدة الرائحة: أي فاحت رائحة ترابه، يشير بذلك إلى الثناء عليه، وما ظهر من كراماته وأعماله الصالحة.

وضفا: طال يشير إلى كثرة ذلك.

وثم: بفتح الثاء بمعنى هناك: أي دفن في ذلك التراب زهد ظاهر الصدق، لم يكن عن رياء ولا تصنع.

وجلا: بمعنى كشف (٢).

وقال رحمه الله في باب الإدغام الصغير ذكر ذال إذ:

نعم إذ تمشت زينب صال دلها ... سمي جمال واصلا من توصلا

فإظهارها أجرى دوام نسيمها ... وأظهر ريا قوله واصف جلا (٣)

قال الموصلي في شرحه: " نعم: حرف إيجاب لتقرير ما سبق. وإذ: ظرف فعل مقدر؛ كأن سائلا يستدعي الوفاء بما وعد، فقال نعم أذكر كما وعدت لك. تمشت: من المشي.


(١) حرز الأماني: ١٢.
(٢) إبراز المعاني لأبي شامة: ٩٢.
(٣) حرز الأماني: ٢١.