للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن الحسن النقاش، حدثنا محمد بن عبد الرحمن السامي (١) والحسين بن إدريس، حدثنا / خالد بن الهياج، حدثني أبي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «على الخمسين جمعة، ليس فيما دون ذلك»، قال الدارقطني: جعفر بن الزبير متروك (٢).

[٢ / ب]

قلت: وشيخ الدارقطني أيضا متروك، وخالد بن الهياج متروك. وذكر الشيخ شمس الدين بن أبي عمر في شرح المقنع: أن الحافظ أبا بكر النجاد أخرجه عن عبد الملك الرقاشي، عن رجاء بن سلمة، عن عباد بن عباد، عن جعفر بن الزبير، بنحوه (٣).

وأخرجه الدارقطني أيضا، من طريق آخر عن جعفر بن الزبير به دون قوله: «ليس فيما دون ذلك (٤)».

وبالجملة: فمداره على جعفر بن الزبير، وهو ساقط. وذكر ابن أبي عمر أيضا في الشرح عن الزهري، «عن أبي سلمة، قال: قلت لأبي هريرة: على كم تجب الجمعة من رجل؟ قال: لما بلغ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسين جمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم». رواه النجاد (٥).

هكذا ذكره ابن أبي عمر، ولم يذكر من دون الزهري؛ لينظر في إسناده، وهو باطل من غير جهة الإسناد؛ لأن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بلغوا أكثر من الخمسين وهم بمكة، ولم ينقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع بهم. وهذا يدل على أنه غير صحيح.

القول الثالث: أنهم إذا كانوا ثلاثة والإمام رابعهم صلوا الجمعة،


(١) (ط): الشامي. تحريف.
(٢) سنن الدارقطني ٢/ ٤.
(٣) ابن أبي عمر، الشرح الكبير ا / ٤٦٩.
(٤) الدارقطني في السنن ٢/ ٤، وأخرجه بهذه الزيادة الطبراني في الكبير رقم ٧٩٥٢، وابن عدي في الكامل ٢/ ٥٥٩، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/ ١٧٦: وفيه جعفر بن الزبير صاحب القاسم، وهو ضعيف جدا.
(٥) ابن أبي عمر، الشرح الكبير ١/ ٤٦٩.