للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان لدى بعضهم أكثر من أربع زوجات، وكان لدى قيس بن ثابت عندما أسلم ثمان زوجات، وكان لدى غيلان بن سلمة الثقفي عشر زوجات وكان عند نوفل بن معاوية خمس زوجات، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقتصر كل واحد منهم على أربع زوجات فقط ويفارق الأخريات. وهذا دليل قوي على إباحة الإسلام للتعدد.

٥ - عدد الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته، وكان في عصمته عندما توفي تسع زوجات. كما أقر تعديد أصحابه للزوجات. وظل المسلمون يقومون بالتعدد خلال ١٤٠٠سنة لفهمهم التام واعتقادهم الراسخ بإباحة الإسلام للتعدد ويرى الدكتور مصطفي السباعي أن القائلين بهذه الدعوى الباطلة عبارة عن فريقين؛ الأول منهما حسن النية، رأى هجوم الغربيين ومن يجري في فلكهم على نظام تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية، فظن أنه يستطيع بهذا القول أن يخلص الإسلام مما يتهمونه به.

أما الفريق الثاني فيرى السباعي أنه فريق سيئ النية، وهدفه هو أن يخدع المسلمين بهذا القول الباطل ويشككهم في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن جاء بعدهم من المسلمين خلال أربعة عشر قرنا، بحجة أنهم جميعا لم يفهموا الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر التعدد (١).

ويرى الشيخ محمود شلتوت أن الآية الثانية (٢) تتعاون مع الآية الأولى (٣) على تقرير مبدأ التعدد الأمر الذي يزيل التحرج منه، وفي ضوء هذا المبدأ عدد النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته، وعدد الأصحاب والتابعون زوجاتهم، ودرج المسلمون بجميع طبقاتهم وفي جميع عصورهم يعددون الزوجات، ويرون أن التعدد مع العدل بين النساء حسنة من حسنات الرجال إلى النساء بصفة خاصة وإلى


(١) مصطفي السباعي: المرأة بين الفقه والقانون ص ١٠١.
(٢) هي: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ".
(٣) هي: " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ".