للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شرا على الزوجة (١).

يقول سيد قطب (٢) عن هذه القضية: إن من الأمور الواقعية التي لا نستطيع أن ننكرها أن الزوج يرغب في أداء الوظيفة الفطرية "الجنس " ولا تكون لدى المرأة رغبة في معاشرة الرجل لمرضها أو كبر سنها مع وجود رغبة مشتركة لدى الزوجين في دوام العشرة الزوجية وكراهية الانفصال وهنا نجد أنفسنا في مواجهة هذه المشكلة أمام ثلاثة احتمالات هي:

(أ) أن نكبت الرجل، ونمنعه بالقوة من مزاولة نشاطه الفطري.

(ب) إعطاء الرجل الحرية في معاشرة من يشاء من النساء الساقطات.

(ج) أن نبيح لهذا الرجل أن يتزوج بامرأة ثانية مع الاحتفاظ بزوجته.

ويظهر هنا أن الاحتمال الأول ضد الفطرة، وفوق طاقة الإنسان، وإذا أكرهناه على ذلك فإن النتيجة ستكون حتما كراهية الحياة الزوجية والنفور منها.

أما الاحتمال الثاني فهو ضد الأخلاق الإسلامية، ويخالف المنهج الإسلامي الرامي إلي تطهير الحياة البشرية وتزكيتها. ويكون الاحتمال الثالث هو وحده الذي يلبي ضرورات الحياة الفطرية الواقعية ويحقق المنهج الإسلامي، ويحتفظ للزوجة الأولى بالرعاية ودوام العشرة.

٥ - قد تكون الزوجة عقيما وليست لديها القدرة على الإنجاب، والزوج يرغب في الذرية، ومن ثم يكون أمامه طريقان لا ثالث لهما وهما:

(أ) أن يطلق زوجته العقيم، ويتزوج بثانية تحقق رغبته في النسل.

(ب) أن يتزوج امرأة أخرى، ويبقي الزوجة الأولى في عصمته.

والطريق الأولي يؤدي إلى أن تبقى المرأة- في أغلب الأحوال- بلا زوج لأن الرجال لا يرغبون بطبيعة الحال في التزوج بامرأة مطلقة وعقيم لا تنجب، الأمر الذي يسبب لها التعاسة والشقاء طوال حياتها.


(١) محمد رشيد رضا: حقوق النساء في الإسلام ص ٥١ - ٥٢.
(٢) في ظلال القرآن، جـ١ ص ٥٨٠ - ٥٨١.