للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا شك أن ٩٩% من الزوجات يفضلن الطريق الثاني، ويعملن جاهدات على الابتعاد عن الطريق الأول الذي يحطم عليهن بيوتهن، ويحرمهن مما يحتجن إليه من مسكن وكساء وغذاء ودواء، وشريك للحياة (١).

ويلاحظ هنا أن إبقاء الرجل زوجة هذه حالتها تحت عصمته من الأمور التي يستحق عليها الشكر والثناء من الناس والأجر من الله تعالى.

٦ - قد تكون الزوجة مصابة بمرض مزمن لا تستطيع معه القيام بالواجبات الزوجية فيضطر الزوج إلى أن يتزوج عليها. وتبقى في عصمته يرعاها ويؤمن لها ما تحتاج إليه من متطلبات الحياة.

٧ - قد يكون لدى الرجل رغبة قوية في الإكثار من النسل، وأولاد زوجته الأولى قليلون، فيتزوج الرجل عند ذلك بأخرى من أجل تحقيق هذه الرغبة النبيلة التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله.

«تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة (٢)». وفي قوله في حديث آخر: «تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم (٣)».

٨ - يكون الرجل كثير الأسفار بحكم عمله، وتطول مدة إقامته في غير بلده، ولا يستطيع أن يأخذ زوجته معه كلما دعته الضرورة إلى السفر وبطبيعة الحال سيكون في غربته بين أمرين من أجل إشباع حاجته الفطرية (الجنس) أولهما أن يفتش عن امرأة يعاشرها بطريقة غير مشروعة، وثانيهما أن يتزوج بثانية ويقيم معها إقامة مشروعة وهو قادر على ذلك صحيا وماديا. وبالتأكيد فإن الأمر الثاني هو الحل الأفضل والأمثل لحل مشكلته، لأن في الأمر الأول إشاعة للفاحشة وانتشار الفساد.


(١) سيد قطب: في ظلال القرآن، جـ ١ ص ٥٨١.
(٢) سنن النسائي، جـ٦ ص ٦٥ - ٦٦ ابن الأثير: جامع الأصول، جـ ١١ ص٤٢٨، الشوكاني: نيل الأوطار، جـ ٦ ص ٢٣١ - ٢٣٢.
(٣) ابن حجر: فتح الباري، جـ ٩ ص ١١١.