للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٩ - قد يكره الرجل زوجته لسبب من الأسباب، ولا يجد نحوها ميلا أو رغبة، ربما لأنها سيئة الخلق أو دميمة الخلقة، الأمر الذي يفقد الرجل رغبته الجنسية نحوها. وترى هذه المرأة أن من مصلحتها وخيرها أن تعيش مع زوجها الكاره لها لأسباب تحتم عليها ذلك، فيتزوج الرجل بامرأة يستمتع بها وتعصمه عن الوقوع في الفاحشة (١).

١٠ - يتيح نظام تعدد الزوجات فرص الزواج أمام كثير من العانسات والأرامل والمطلقات، فعيش بعض النساء بدون زواج أشد ضررا من عيش بعضهن بنصف أو ثلث أو ربع زوج (٢).

١١ - كما أن نظام تعدد الزوجات يعالج بعض المشكلات الإنسانية، ويسهم في حلها إسهاما حقيقيا ومنها:

(أ) امرأة توفي زوجها وعندها أطفال، ففي هذه الحالة الإسلام يحث الرجال على الزواج منها لسببين هامين، أولهما: إعفاف المرأة وصون كرامتها في بيت تجد فيه الراحة والاطمئنان، وكل ما تحتاج إليه من متطلبات الحياة. وثانيهما كفالة أطفالها الأيتام ورعايتهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما (٣)».

(ب) امرأة تولد وجمالها بسيط أو يكون بها عاهة، وهي بطبيعة الحال ليس لها دخل في خلقها، فهل يجوز لنا أن نحرمها من متعة الحياة الزوجية وإنجاب الأطفال؟ والجواب لا يجوز لنا ذلك، والإسلام يشحذ همم المؤمنين ويشجعهم على الزواج بأمثال هذه المرأة، وإدخال الفرحة والسرور إلى قلبها.

(ج) امرأة بقيت لظروف معينة بدون زوج، حتى وصلت سن اليأس


(١) محمد عبد الله عرفه: حقوق المرأة في الإسلام ص ٨٨ - ٨٩.
(٢) عبد الناصر العطار: تعدد الزوجات ص ١٥ - ١٧.
(٣) صحيح البخاري بيروت ١٤٠١ هـ جـ ٩ ص ٤٣٩، سنن الترمذي جـ ٢ ص ٣٢١.