آخذا ومفيدا من علماء العصر فيها، فحفظ " المحرر" في الفقه الحنبلي لمجد الدين بن تيمية، وتعلم العربية والفرائض والمنطق، وسافر إلى دمشق سنة أربع وسبعمائة، فالتقى بشيوخها ومنهم الإمام تقي الدين بن تيمية، وانتقل إلى مصر سنة خمس وسبعمائة، فأقام بها مدة، تلقى على علمائها، وفيها نال مكانة، وذاع صيته بين أئمة الحنابلة، وهناك ألف عددا من الكتب، وحدثت له فتنة، وسجن، فغادر القاهرة إلى دمياط، ثم إلى قوص - في الصعيد- حيث أقام فترة، ثم غادرها إلى مكة المكرمة حاجا عام أربعة عشر وسبعمائة، وزار المدينة المنورة، ثم حج ثانية في العام التالي، وارتحل بعدها إلى بيت المقدس، فمدينة الخليل -عليه السلام - وفيها وافته المنية سنة ست عشرة وسبعمائة.
أخذ الطوفي في رحلاته عن عدد كبير من علماء الأمصار من الفقهاء والأصوليين والمحدثين واللغويين والنحويين وغيرهم. وممن تلمذ لهم: علي بن محمد الصرصري، وعبد الله بن محمد الزريراتي، ومحمد بن الحسين الموصلي، وإسماعيل بن علي بن الطبال، وأبو بكر أحمد بن علي القلانسي، وتقي الدين بن تيمية، ومحمد بن أبي الفتح البعلي، ويوسف بن عبد الرحمن المزي، وعبد المؤمن بن خلف الدمياطي، وأبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي، وغيرهم.
وتولى الطوفي التدريس ونال مكانة في عصره، ووصفه العلماء بالفضل، والمشاركة في العلوم، وسعة المعرفة، وشدة الذكاء، وقوة الحافظة، وكثرة العبادة، والتقلل من الدنيا.
وألف الطوفي عددا من الكتب في علوم مختلفة، منها: الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية- الإكسير في قواعد التفسير- الانتصارات الإسلامية- البلبل في أصول الفقه- تفسير بعض سور القرآن الكريم- جدل