فالتي فقدت نفسها لا تستطيع أن تعثر على أنفس الغير. . والتي تهون في مخادع الليل المريضة الصفراء. . لا يمكن أن تضيء كفها شعلة ولا أن تدفئ أنفاسها رعشة. . ولا أن ترعرع أحضانها طفلا يريد أن يعانق على الطهر أحضان الحياة!
ومن هنا كان الإسلام ثورة عاتية. . وعارمة. . على كل أنماط الأمومات الرخيصة التي تبيع الهوى. . وتنجر في بضاعة الأعراض. . إنه يؤمن بالنظافة الجسدية إيمانه بالنظافة الروحية. . حتى تستحيل الأم - في مفهوم أطفالها إلى مثل أعلى وإلى نموذج كريم. . فيشبون على خلق الطهر. . وتستقيم خطواتهم على طريق النبالة.
وهكذا. . نجد أن الأمومة هي المدرسة الأولى التي تتلقف أحضانها البراعم الخضراء. . فتشكلها على نحو أو آخر. . ولذلك. . فإن عناية الإسلام بها من هذه الزاوية. . هي في الواقع عناية بحقيقة الدور الذي تؤديه. . مما يؤكد لنا أن الأمومة رسالة قبل أن تكون وعاء لحميا. . ودور قبل أن تكون كيانا مستوجب الرحمة. . وحركة بناءة قبل أن تكون شيئا يفيض بمجرد الحنان.
ولكني في غمار الحديث عن الأمومة في الإسلام كدت أنسى أن البحث ليس محصورا في هذا الصدد. . وليس عائشا فحسب في هذا الإطار.
إن الحديث عن الطفولة يشكل جانبا من جوانب هذا البحث. . فلأترك الأمومة الآن - على كره مني - لأتحدث عن الطفولة في الإسلام.