فإنها لا محالة مؤدية دورها على أكمل وجه. . وأبدع الأنساق.
إنها ستنشر من حولها ظلال الحب الوارفة فتنشأ الطفولة في حصنها أليفة متعادلة لا تلوي بها عقد النقص. . ولا يعصف بكيانها شعور لاهب بالحرمان.
إنها ستضيء عقول أبنائها بمشاعل النور والمعرفة. فلا يتخبطون في أغوار الجهالة ولا يزحفون على بطونهم في سفوح الفراغ.
إنها ستلقنهم - في أسلوب عملي - قضية نظافة الجسد. . فلا يدمرونه في وهدة القاع، ولا يمزقونه على مذبح اشتهاء جنسي رخيص.
وهل تستطيع الأمومة أن تؤدي هذا الدور. . أو تنهض بهذه الأعباء. . ما لم يكن لها من دينها. . وبيئتها. . ومجتمعها. . وأنماط السلوك في عالمها. . حافز. . وموجه. . ومنير؟
الذي أعرفه. . أن الإسلام كدين. . وكطراز حياة. . عني في تعاطف جم بهذه الأبعاد المضيئة في حياة الأمومة. . إنه علمها كيف تحب أبناءها. . براعيم الحياة. . في قصد معتدل. . وفي غير إسراف. . إن الحب المسرف قاتل من غير شك. . تماما كالدواء المسرف، إنه يقتل الأحياء. . ومن هنا فقد حرص الإسلام على تعميق هذه الفكرة. . وإثراء هذا الاتجاه في وجدان الأمهات. . حتى لا ينقلب الحب إلى لون حاطم من ألوان التدليل الوبيل.
لقد أباح أن تضرب الأم طفلها إذا انحرف. . واستعصى انحرافه على التوجيه الهادئ. . واللوم الخفيف.
فقسا ليزدجروا. . ومن يك حازما ... فليقس أحيانا على من يرحم
ثم ماذا تستطيع الأمومة الجاهلة أن تفعله؟ هل تستطيع أن تربي جيلا من الأجيال ظامئا إلى المعرفة. . متشوقا إلى آفاق الحرية والتطلع. . والنور. .؟ إن فاقد الشيء لا يستطيع أن يهبه. . ومن هنا فقد أطلق الإسلام للمرأة جناحيها تحلق بهما في فضاء المعرفة اللانهائي. . حتى تؤهلها طبيعتها المتعلمة الواعية لتؤدي دورها كأم. . وكأم مثقفة. . ناضجة. . مكتملة النضوج تزرع في أعماق أطفالها روح النزوع الواثب الفاهم العملاق.
ثم. . من هي الأم التي فقدت جسدها كأنثى. . وعرضته سلعة رخيصة في سوق النخاسات؟ هل تستطيع مثل هذه الأم أن تنبت جيلا يؤمن بعزته. . وبوطنيته. . وبأنه منحدر من أصلاب مجتمع نظيف؟ أبدا. .