للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عنه -: " ومن تزين بما ليس فيه شانه الله ". كما يجلب له كراهية الله وسخطه ومقته وما يترتب على ذلك من التعاسة في الدنيا فيخسر الدنيا والآخرة، فإذا علم المرائي أن هذه هي عاقبة الرياء في الدنيا، وأن النفع والمنع بيد الله وحده فإنه جدير بالحذر من الرياء لانتفاء السبب الدافع إلى الرياء وهو جلب النفع أو دفع الضر، وكذلك الخوف من هذه العاقبة للمرائي.

٥ - معرفة عاقبة الرياء في الآخرة.

كذلك مما يدفع الرياء معرفة عاقبته في الآخرة، والتي منها: رد عمله كما في حديث الثلاثة (١) الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة مع أنهم كانوا فعالين للخير إلا أنهم لم يريدوا به وجه الله وإنما أرادوا به العباد، وفضيحته، كما في الحديث الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به (٢)».

يقول ابن حجر: قال الخطابي: " معناه: من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه " (٣). فإذا علم الإنسان أن هناك يوم حساب، وعلم شدة حاجته في ذلك اليوم إلى العمل الصالح، وعلم


(١) سبق في النصوص التي تحذر من الرياء ص ١٦ - ١٧.
(٢) رواه البخاري في صحيحه جـ ١١ ص ٢٨٨ كتاب الرقاق باب الرياء والسمعة. ومسلم في الزهد باب من أشرك في عمله غير الله برقم ٢٩٨٧. وابن ماجه برقم ٤٢٦٠.
(٣) فتح الباري جـ ١١ ص ٣٣٦.