للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - الاستعانة بالله على الإخلاص ودعاؤه والتعوذ به من الرياء. قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} (١) فإليه الملجأ والمفر من كل مرض يفسد إخلاصنا ويبطل أعمالنا وهو المستعان وحده في دفع كل مكروه وفي فعل كل مأمور يقول تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٢).

كما أرشدنا - عليه الصلاة والسلام - إلى طريقة للتخلص من هذا المرض وذلك بأن نتعوذ به سبحانه وتعالى، ففي الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل ": قالوا: وكيف نتقيه يا رسول الله؟ قال: " قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه (٣)».

٣ - معرفة الرياء وأسبابه (٤)، ثم التحرز منه دائما، وذلك أن الإنسان قد يؤتى من جهله، وقد يؤتى من قلة حذره.

٤ - معرفة عاقبة الرياء في الدنيا.

فإن مما ينفي الرياء ويكرهه أن يعلم المرائي أن رياءه لن يجلب له نفع الناس، ولن يدفع عنه ضررهم، بل قد يجلب له سخطهم وكراهيتهم ومقتهم له، وذلك معاملة من الله له بنقيض قصده. يقول عمر - رضي


(١) سورة الذاريات الآية ٥٠
(٢) سورة الفاتحة الآية ٥
(٣) رواه أحمد في مسنده جـ ٤/ ٤٠٣ والطبراني عن أبي موسى. كنز العمال حديث ٧٥٢١، وهو حديث صحيح انظر: صحيح الجامع الصغير للألباني حديث ٣٦٢٥.
(٤) أسباب الرياء أرجعها الحارث المحاسبي إلى حب المحمدة وخوف المذمة - انظر: الرعاية للمحاسبي ص ١٣٩.