٣ - كذلك من مضاره أنه قد يفضي بصاحبه إلى استهزاء الناس به، كما حكي أن طاهر بن الحسين قال لعبد الله بن المروزي: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله؟ قال: دخلت العراق منذ عشرين سنة وأنا منذ ثلاثين سنة صائم فقال: يا أبا عبد الله: سألناك عن مسألة، فأجبتنا عن مسألتين. وحكى الأصمعي أن أعرابيا صلى فأطال، وإلى جانبه قوم، فقالوا ما أحسن صلاتك! فقال: وأنا مع ذلك صائم.
سادسا: علاجه:
عرفنا آنفا أن من أضرار الرياء إحباط العمل ووسيلة قد تفضي بصاحبها إلى الشرك الأكبر، وإذا كانت هذه حالته فجدير بالمسلم أن يجد في إزالته وأن يبحث عن علاج يقيه هذا المرض الخطير، ومن وسائل علاجه ما يلي:
١ - تعظيم الله سبحانه ومراقبته في كل عمل وتقديم ذلك على تعظيم الناس ومراقبتهم وعدم المبالاة بما يترتب على ذلك من فوت الحمد أو وجود الذم، وذلك أن من أسباب الرياء حب الحمد والخوف من الذم، فيعظم الناس ويراقبهم في عمله ليحصل على المدح والثناء، وإذا انتفى السبب انتفى المسبب.