للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه مجامع ما يرائي به المراءون - غالبا - يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد (١).

خامسا: مضار الرياء:

للرياء مضار كثيرة منها ما يلي:

١ - الرياء إما أن يكون شركا أكبر كرياء المنافقين، أو يكون شركا أصغر، فإن كان شركا أكبر فإن أغلب مضار الشرك الأكبر تعتبر مضارا له.

كعدم المغفرة له إذا مات على هذه الحالة كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٢). وكونه من أهل النار كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (٣).

وإن كان شركا أصغر فإنه يحبط العمل الذي يصاحبه لما روى أبو هريرة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «قال تبارك وتعالى: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه (٤)».

٢ - كذلك من مضاره أنه وسيلة قد تفضي بصاحبها إلى الشرك الأكبر.


(١) انظر: مختصر منهاج القاصدين ص ٢١٥ - ٢١٧. مقاصد المكلفين ص ٤٤٢ - ٤٤٣. فتح المجيد ص ٣٦٩ - ٣٧٠.
(٢) سورة النساء الآية ٤٨
(٣) سورة النساء الآية ١٤٥
(٤) رواه مسلم في الزهد باب من أشرك في عمله غير الله برقم ٢٩٨٥ وابن ماجه في الزهد باب ٢١ جـ ٢، ص ٤٢٦ برقم ٤٢٥٥، وانظر جامع الأصول حديث ٢٦٥١.