للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الندب إلى المبادرة بأعمال مخصوصة بأعيانها

وأما الحض والندب إلى الإسراع والمبادرة في أعمال مخصوصة بأعيانها فهذا كثير في الكتاب والسنة، وسأقتصر على ذكر نماذج من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ومن ذلك:

الجهاد في سبيل الله تعالى:

من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى كتب القتال على عباده المؤمنين مع ما في النفوس من كراهية له، ولهذا فإنه سبحانه وتعالى قد أنزل آيات كثيرة تحض على الجهاد وترغب فيه، وتغري المؤمنين بقتال الكافرين وتستجيش مشاعرهم على قتالهم وأمرهم بسرعة الاستجابة والمبادرة إلى النفير على كل حال، وذلك مسارعة إلى لقاء الله سبحانه وتعالى والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ورزق أبدي غير منقطع، كما جاء التشنيع على كل من يتثاقل أو يتباطأ في الخروج إلى الجهاد، وبهذا يصبح القتال المكروه إلى النفوس طبعا من أغلى وأحلى ما يتمناه المسلم، يطير إليه شوقا وفرحا باذلا نفسه رخيصة إلى شاريها دونما أدنى مماطلة، وبهذا يتميز المؤمن الصادق من غيره.

فمن الآيات الدالة على الحض على القتال وعدم التأخر في ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} (١).

وقوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢). وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (٣)


(١) سورة التوبة الآية ١١١
(٢) سورة النساء الآية ٨٤
(٣) سورة الأنفال الآية ٦٥