للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وهذا فعل صاحب القرآن فهو الذي يغتبط، وإذا كان يغتبط بفعل نفسه كان معناه أنه يسر ويرتاح بعمل نفسه، وقيل: معناه: أن غير صاحب القرآن يغتبط صاحب القرآن بما أعطيه من العمل بالقرآن، فاغتباط صاحب القرآن بعمل نفسه أولى إذا سمع هذه البشارة الواردة في حديث الصادق (١).

فالصحابة - رضي الله عنهم - وإن كان الخوف والخشية من الله - سبحانه وتعالى - خلقا غالبا عليهم ودافعا ملازما لهم يدفعهم - دائما - إلى المبادرة والسبق في الطاعة، إلا أنهم كانوا في الوقت نفسه كلهم أملا ورجاء بالله وتوكلا عليه، واستغناء به عن أحد من خلقه، وطمأنينة بحكمه وقضائه وكان هذا الأمل والاطمئنان كذلك دافعا وحافزا لهم على السبق والمبادرة، الأمر الذي جعلهم يضاعفون جهودهم ويتسابقون إلى فعل الخيرات مما كان له كبير الأثر عليهم وعلى الأمة من بعدهم.


(١) فتح الباري (٩/ ٧٣).