للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعقله، فرجع إلى الحق، ومثل هذا لا يجوز وقوعه في القرآن الكريم ألبتة.

(ب) و (إيراد الجد في قالب الهزل) جميل في اللغة، غير جائز الوقوع في القرآن أيضا.

ومثاله قول الشاعر:

إذا ما تميمي أتاك مفاخرا ... فقل: عد عن ذا , كيف أكلك للضب؟

فقوله: (كيف أكلك للضب؟) جد في قالب الهزل، إذ يقصد تعييرهم بأكلهم للضب، وهذا مما هو ممنوع في القرآن لاستحالة الهزل فيه، والله تعالى يقول: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} (١) {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} (٢).

(جـ) ومثله (حسن التعليل)، كقول المتنبي:

لم تحك نائلك السحاب , وإنما ... حمت به , فصبيبها الرحضاء

فهو يدعي أن السحاب قد أصابته الحمى، من الغيرة من كرم الممدوح، فانصب منه العرق، وما هذا الماء الذي يتدفق منه إلا ذلك العرق المتصبب من شدة غيرته. والرحضاء: العرق يكون إثر الحمى.

ولا يخفى أن هذا كذب، لا يجوز وقوع مثله في القرآن، وإن كان بديعا معنويا عند أهل اللغة.

(د) ومنه (الغلو والإغراق في المبالغة).

والإغراق: ما أمكن عقلا، واستحال عادة، كقول أبي الطيب:

كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني


(١) سورة الطارق الآية ١٣
(٢) سورة الطارق الآية ١٤