للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عز وجل: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (١)، وقال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٢) والآيات في هذا المعنى كثيرة فينبغي أن يكون شعار المسلمين في إذاعاتهم وصحفهم وعند لقائهم لأعدائهم في جميع الأحوال هو الشعار القرآني الإسلامي الذي أرشد الله إليه عباده وذلك بأن يقولوا: الله مع المتقين، الله مع المؤمنين، الله مع الصابرين وما أشبه هذه العبارات حتى يكونوا قد تأدبوا بآداب الله وعلقوا النص بأسبابه التي علقه بها، لا بالعروبة ولا بالوطنية ولا بالقومية ولا بأشباه ذلك من الألفاظ والشعارات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

أيها المجاهد إنك في معركة عظيمة مع عدو لدود عظيم الحقد على الإسلام وأهله، فوطن نفسك على الجهاد والصبر والمصابرة، وأخلص عملك لله، واستعن به وحده وأبشر إذا صدقت في ذلك بإحدى الحسنيين إما النصر والغنيمة والعاقبة الحميدة في الدنيا، وإما الشهادة والنعيم المقيم والقصور العالية والأنهار الجارية والحور الحسان في دار الكرامة، أيها العربي لا تظن أن النصر على عدوك معلق بعروبتك، وإنما ذلك بإيمانك بالله وصبرك في مواطن اللقاء واستقامتك على الحق وتوبتك من سالف ذنوبك وإخلاصك لله من كل أعمالك، فاستقم على ذلك وتمسك بالإسلام الصحيح الذي حقيقته الإخلاص والاستقامة على شرعه والسير على هدي رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الحرب والسلم وفي جميع الأحوال.

أيها المسلم أيها المجاهد ما أصاب المسلمين يوم أحد


(١) سورة الأنفال الآية ٤٦
(٢) سورة البقرة الآية ٢٤٩