للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوجدون من العمال فإذا تيسر للعالم الذهاب إليهم ودعوتهم فهداهم الله على يديه أو هدى بعضهم يكون له مثل أجورهم فالدعوة إلى الله في كل مكان لها ثمراتها العظيمة مع الكفار، ومع العصاة، ومع غيرهم، قد يكون غير عاص لكن عنده كسل وعدم نشاط فإذا سمع دعوتك زاد نشاطه في الخير ومسابقته إلى الطاعات فيكون لك مثل أجره.

أما أسلوب الدعوة فبينه الرب جل وعلا وهو الدعوة بالحكمة أي بالعلم والبصيرة، بالرفق واللين لا بالشدة والغلظة، هذا هو الأسلوب الشرعي في الدعوة، إلا من ظلم، فمن ظلم يعامل بما يستحق لكن من يتقبل الدعوة ويصغي إليها أو ترجو أن يتقبله لأنه لم يعارضك ولم يظلمك فارفق به، يقول جل وعلا في كتابه العظيم: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١) فالحكمة هي العلم، قال الله قال رسوله، والموعظة الحسنة الترغيب والترهيب تبين ما في طاعة الله من الخير العظيم وما في الدخول في الإسلام من الخير العظيم وما عليه إذا استكبر ولم يقبل الحق إلى غير ذلك، أما الجدال بالتي هي أحسن فمعناه بيان الأدلة من غير عنف عند وجود الشبهة لإزالتها وكشفها، فعند المجادلة تجادل بالتي هي أحسن وتصبر وتتحمل، كما في الآية الأخرى، يقول سبحانه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (٢) فالظالمون لهم شأن آخر لكن ما دمت تستطيع الجدال بالتي هي أحسن وهو يتقبل أو ينصت أو يتكلم بأمر لا يعد فيه ظالما ولا معتديا فاصبر وتحمل بالموعظة والأدلة الشرعية والجدال الحسن يقول الله سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (٣) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «البر حسن الخلق (٤)».


(١) سورة النحل الآية ١٢٥
(٢) سورة العنكبوت الآية ٤٦
(٣) سورة البقرة الآية ٨٣
(٤) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٥٣)، سنن الترمذي الزهد (٢٣٨٩)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٨٢)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٨٩).