كما يلمس المسافر لبلاد الغرب من يتشاءم من الرقم (١٣)، بحيث إنه من المألوف وجود عمارات يغفل في مصاعدها الرقم (١٣)، كما يتجاهلون ذلك الرقم في أدوار المباني، وفي أرقام الدور، وفي الهواتف وكل ما له صلة بالإنسان في تعامله، وبكل أسف سرت هذه العادة في ديار الإسلام، حيث لاحظت في إحدى المدن في دولة إسلامية وجود عمارة لا يضاء الدور (١٣) ليلا مما يدل على أنه غير مسكون وأمثال هذا كثير، سواء كانت كلمات وافدة تقال باللسان، مثل نجا من الموت بأعجوبة، أو تصرفا بين الناس ككذبة أبريل، أو لعبة للأطفال ترسخ نتائجها مع الحدث المقترنة به، كبابا نويل، أو حادثة ترتبط بحياة الإنسان، ولادة ونجاحا، وغيرها من المناسبات ذات الأثر الراسخ كشموع عيد الميلاد، ومظاهر رأس السنة الميلادية، وإطفاء الأنوار في ليلتها، وغير ذلك من أمور بدأ يستحسنها الناس مبدئيا، ثم يقلدونها عملا.
ومثل ذلك ما يتشاءم منه بعضهم من أمور لأنه يرمز إلى حادثة بعينها، وجذور عميقة يجب ترسيخها في النفوس، وهي تعني عندهم أمرا يتغاير عما ترمي إليه تعاليم الإسلام، وغير هذا من أمور كثيرة يلمسها المتابع أثرا في الأجيال، وثقافة يهتم بها وينميها نوعيات من أبناء المسلمين - كما أسلفنا - ممن درس في بلاد الغرب، وتشبع بثقافتهم، ونسي منبعه الأساسي في الثقافة، ومرتكزه المكين في الدين والعلم، ثم يتبعهم في ذلك