للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا شك أن مبعث ذلك ضعف الوازع الديني وقلة النهل من منبع العلم الشرعي.

فالنصارى عندما استعمروا بلاد المسلمين سكتوا عن التشاؤم من يوم الجمعة حتى لا يثيروا الرأي العام المسلم رغم أن هذا اليوم يمثل هزيمة لهم في كثيرا من معاركهم مع المسلمين، لأنه بشارة خير ترتبط بكل فتح إسلامي.

فصلاح الدين الأيوبي دخل القدس في يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب عام ٥٨٣هـ (١)، بعد استسلامها، وإذلال الله للصليبيين، حيث عبر والمسلمون معه شكرهم لله جل وعلا على هذا النصر أن صلى بهم أول جمعة على منبر صنع لهذا الغرض قبل عشرات السنين، وجيء به من حلب لهذه الغاية.

كما كان دخول المسلمين لمدن الشام مع القائد أبي عبيدة بن الجراح، ثم بعد مجيء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاستلام القدس في أيام الجمع من عام ١٣هـ.

ثم فيما بعد كان دخول المسلمين لكبريات المدن في فلسطين من ديار الشام التي استرجعت من الصليبيين، حيث كانت صلاة الجمعة تمثل احتفالا جماهيريا وشكرا لله بنصرهم عليهم.

كما كان دخول محمد الفاتح القسطنطينية بعدما فتحها الله على يديه يوم الجمعة حيث صلى في أكبر كنائسها - أيا صوفيا - بعدما حولها إلى مسجد وطمس كل ما فيها من صور وتماثيل.


(١) راجع الكامل لابن الأثير في التاريخ عن أحداث ذلك العام.