للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل هذا يتم في غالبية الوقائع بين المسلمين والنصارى، حيث يهتم المسلمون بيوم الجمعة عقيدة وعبادة وصلاة، فينوه الخطباء بما أفاء الله عليهم من النصر شكرا لله، وعرفانا بنعمه عليهم وتبيانا للمسلمين ما يجب عليهم من النصر شكرا لله وعرفانا بنعمه عليهم وتبيانا للمسلمين ما يجب عليهم أداؤه؛ لأن بالشكر تدوم النعمة.

وبالتتبع لهذا ولغيره مما رصد تأريخه يتضح أن يوم الجمعة بالنسبة للمسلمين ما هو إلا بشارة خير، أما الصليبيون فإنهم يرونه نذير شؤم حسبما رصده مؤرخوهم، وشددوا فيه؛ لأن رايتهم فيه مهزومة ومع هذا لم يجدوا بغيتهم التي لا تزال جذورها في بعض ديار المسلمين باقية ويذكيها عقول رضعت لبانهم رغم ذهاب المستعمر وانتهاء سلطته العسكرية، إلا بجعل يوم الجمعة يوم عمل، وتحويل عطلة الأسبوع إلى يومي السبت والأحد، السبت لمكانته عند اليهود والأحد لمكانته عند النصارى وذلك من أجل محاولة إشغال المسلمين عن وظيفة الجمعة حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، هداهم الله إليه بعد أن غفلت عنه اليهود والنصارى: فاليهود اتخذوا السبت، والنصارى اتخذوا الأحد (١)


(١) راجع فضل يوم الجمعة في جامع الأصول جـ٩ ص٤٢٤.