للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الشموع في معابدهم، لاقترانه ببوذا، وما تعلق به في أسطورة القوة التي لا تقهر.

والباحثون في أصول المعتقدات يرون أن البوذية قد وجدت قبل الميلاد بما يقارب خمسة قرون، أما لدى النصارى فإن الشموع الثلاث التي تتصدر الموائد والمناسبات فإنما هو رمز لمعتقد راسخ في ديانتهم: الأب والابن وروح القدس وهو التثليث الذي مقتهم الله به، وأبان جل وعلا كفرهم بسبب ذلك فقال عز من قائل: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١).

فإيقاد الشموع في هاتين الملتين يرمز إلى تأصيل العقيدة: الأولى للربط ببوذا والثانية لتمكين عقيدة التثليث، وكلتا العقيدتين فاسدتان، وتتباينان مع منهج الإسلام وعقيدة الوحدانية مع الله عز وجل.

وبين النصرانية والبوذية تقارب من حيث التعلق بشخصية بوذا، وأن لديه قدرة فوق قدرات الناس، وأنه يخلص البشر ويتحمل عنهم، وأن لديه معجزات خارقة، والنصرانية تؤله يسوع الذي هو الأقنوم الثاني من الثالوث، من حيث رفع مكانته عن البشر، وأنه جاء لتخليص البشرية من الشرور والفداء بنفسه، علاوة على ما جاء به من معجزات خارقة للمألوف


(١) سورة المائدة الآية ٧٣