للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسميت بالسرج على القبور والمعابد (١) إلا من هذا المعتقد، كما أنها هي الشعانين التي نبه إليها ابن كثير رحمه الله في تاريخه، وأنها تتخذ في الكنائس، وتغيير الاسم لا يغير المسمى، وإنما يرتبط الأمر بما يرمي إليه من اعتقاد.

ذلك أن كثيرا من الأمور التي يعملها أهل الكتاب وغيرهم، في مآتمهم وموالدهم ومناسباتهم، قد سرت لكثير من المجتمعات الإسلامية، واتخذها بعض أبناء المسلمين تقليدا عندهم، بحكم الاختلاط لشعوب تدين بغير الإسلام، وتسير على طقوس لم تكن من تعاليم دين الإسلام، ولا ضمن منهجه الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وحرص على تحذير الأمة منه، في مثل قوله الكريم «خالفوا اليهود (٢)»، عندما رآهم يصومون يوم عاشوراء، فأمر بصوم يوم قبله أو يوم بعده لمخالفتهم، كما أمر بالصلاة في النعال، إذا تأكد الإنسان من طهارتها، مخالفة لليهود.

وما اتخاذ الشموع في المعابد والمناسبات، وما يتصدر الولائم من شموع مثلثة، إلا منهج يرمز لمعتقد لدى أصحاب تلك الديانات، هو من المخالفات لما تدعو إليه تعاليم الإسلام: سلامة في العقيدة وتعلقا بالقلب إذ الشموع تعني قداسة دينة، ترتبط بوجدانيات عقدية مستمدة من دلالة النور والظلمة لدى


(١) يمكن الرجوع في هذا لكتاب الشروط العمرية لابن قيم الجوزية رحمه الله.
(٢) رواه أبو داود.