للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولذا فإن كثيرين ممن يرون نور الشمعة التمثيلي يغمى عليهم، لما علق بأذهانهم من أمور تأصلت جذورها منذ الصغر، خاصة وأن تقليد إطفاء الأنوار، وإضاءة شمعة سرى أثره في البيوت وتعود عليه الصغار عقيدة وترسيخا.

ولكي يكون المسلم بعيدا عن هذه المعتقدات، ولو قال عن نفسه إنني لا أرمي لما يرمون إليه فإنه مدعو لنبذ كل خصلة ليس عليها توجيه رسالة الإسلام، ولا خاتم تعاليمه، ومأمور بنبذ كل أمر يرمز لتوجيه عقدي لدى الأمم الأخرى، سواء أحاط المرء بما يرمون إليه، أو لم يحط به، لأن «من تشبه بقوم فهو منهم (١)»، حيث جاء في حديث الذبابة «أن رجلا قيل له: قرب، قال ماذا أقرب؟ - أي ليس عندي شيء أقربه - قيل: قرب ولو ذبابا، فقرب ذبابا، فدخل النار (٢)».

وارتياح القلب لأي أمر هو من معتقد الأمم المناوئة لمبادئ الإسلام والمخالف لما يدعو إليه يدخل في حكم الرضا، والتقريب القليل، وهو من المحادة لله، وهذا من اطمئنان القلب لما يعتقده المحادون لله، والركون إليه من الإحداث في الدين الذي اعتبره رسول الله صلى الله عليه وسلم مردودا على صاحبه عندما قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٣)».

والمسلم لكي يستبرئ لدينه، عليه أن يحذر ما فيه شبهة


(١) جزء من حديث شريف رواه أحمد عن ابن عمر وأبو داود روى هذا القدر منه.
(٢) جزء من حديث شريف رواه الإمام أحمد عن طارق بن شهاب.
(٣) متفق عليه عن عائشة.