قال " أليسوا يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه "؟ قال: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم (١)».
فهذه الفئة وجد الأدعياء والكذابون مدخلا إلى نفوسهم، باسم العاطفة الدينية، لرقة قلوبهم، وغلبة الجهل عليهم.
واغتنم الفرصة كل دعي، وصاحب هدف ليضل الصغار قبل الكبار، ومن هنا كثرت في بيئاتهم ما يريدون به ربط قلوب الصغار لمعتقد بابا نويل، باسم الخوارق والإتيان بالمعجزات، حيث جسم شكله أمامهم كدمية يلعب بها الصغار، وتهدى مع رأس السنة الميلادية، وترسيخ هذا الزائر كشخصية ذات بال لا تأتي إلا مع عيد الميلاد لتحمل الهدايا، وتفد بكل ما يوعد به هذا الصغير، والصغار إذا وعدوا بشيء تعلقوا به، ورسخ في قلوبهم ما يرتبط به.
وعندما يحين ذلك الموعد يكون السعيد منهم من يرى هذا الموعود، الذي يتخيلون أوصافه شيخا كبيرا بلحيته الكثة البيضاء التي ترمز للجو البارد لأنه يأتي متدثرا بملابسه الثقيلة، مع السنة الجديدة في مطلع شهر يناير من كل عام، وهذا الموعد يقترن بتاريخ ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، أي ٢٥ ديسمبر، وبداية السنة الجديدة ١ يناير وهو
(١) راجع تفسير هذه الآية عند ابن كثير رحمه الله ج٢.