فيكون من ذلك ما يلبي رغبات النفوس الصغيرة، ويؤصل جذورا يريدونها أن تبقى متمسحة لهذا المعتقد، لربطه بأمور محببة للقلوب، من هدايا ووعود طيبة، وأمنيات مرغوبة، وانتصارات في مواقف، وإشاعة للمحبة بين الناس. علاوة على رغبتهم بتصدير هذه البضاعة لأطفال المسلمين لجذبهم للنصرانية، كجزء من مهمة التبشير، ولذا تأثر بهم بعض المسلمين الذين ينقصهم الوعي والإدراك وكثر من يدعي منامات مماثلة في المجتمع الإسلامي، ولعل هذا من تلبيس الشيطان مستغلا الكذابين وضعاف الإيمان ليبث بواسطتهم قصصا تخلخل مكانة الإيمان من النفوس المسلمة، هذه الأمور، وتلك الحكايات كثيرة جدا، وامتلأت بها بطون الكتب، بين تأييد حسب المعتقد، وإنكار في سبيل الرد عليها، وتوضيح زيفها.
وأذكر في هذا الموقف بعضا من تلك الحكايات الخرافية، والأمور التي يراد ترسيخها على أنها معجزات من رجال هذه النحلة العقدية على مر العصور حيث ذكر أحمد بن عبد الصمد الخزرجي المتوفى عام ٥٨٢ هـ الموافق لعام ١١٨٦ م في حواره مع أحد القساوسة ضمن رسالة سماها: مقامع الصلبان. . وهو في الأندلس، بعدما تخلص من سجنهم، وكان عمره ٢٢ عاما، فبعث بهذا الرد الذي يشمل محاورة ونقاشا مع ذلك القس الذي كان يريد تحويله عن عقيدة الإسلام.