لا شيء فيها، وما هدف القائل من وراء ذلك إلا توثيق الصلة الأخوية بإزالة الحواجز، وإن لم تكشف سكت عن ذلك الأمر واعتبره مكسبا، حيث يصبح الأمر حقيقة راسخة سواء كان ذلك الأمر قولا باللسان، أو عملا بالجوارح مهما كان نوعها وينطبق في هذه الحالة المثل العامي عندنا:(الصديق المزاح إن شيف وإلا راح). والباطن منبعث من العقيدة التي تهدف لأمور من وراء الكذب فكم سمعنا عن سرقات حصلت لدى بعض الناس، ومن بعض من يعدونهم أصدقاء، وكم قيل لنا أو قرأنا عن أثار سيئة تركها هذا التقليد: سلوكيا وخلقيا واجتماعيا.
وما ذلك إلا أن كذبة أبريل عادة قد نشأت في بلاد الغرب، من منطلق يرتبط تاريخيا بهذا الشهر، الذي هو من أشهر الرومان، وهو الشهر الرابع من سنتهم الشمسية، وهو واحد من أشهر الربيع الذي تتفتح فيه الأزهار وتتزاوج الطيور، وتستيقظ الحيوانات من بياتها الشتوي الطويل، لتسعى في طلب الرزق، ثم التخزين لبيات آخر، ومثل ذلك الإنسان في سعيه.
وفي تتبع الكتب التي تهتم بالعقائد، وما طرأ على الديانات من دخائل نرى الغربيين خاصة من كتاب ومؤرخين يتحاملون على رجال الكنيسة وما يفرضونه على المجتمع عندهم من أمور، فضلا عن تشكيك بعضهم في صحة الديانة النصرانية لمخالفتها ما يمليه العقل، وما تتطلبه الحياة الحاضرة، ولذا كثر نقاد