للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتابهم المقدس وصحة وصدق روايته، يقابل ذلك جهود قوية لإثبات الأسس التاريخية للديانة النصرانية، وصراعهم هذا يتسم بالكذب كل من جانبه ليؤصل ما قصد إليه، يقول ديورانت عن هيرود الأكبر: كانت أخلاقه مثالا من أخلاق عصره الذي أنجب كثيرا من الرجال الذين كانوا أذكياء لا خلاق لهم، قادرين لا ضمير لهم، متحدثين لا صدق عندهم، شجعانا مجردين من الشرف، فلقد كانوا صورة مصغرة من أغسطس في بلاد اليهود (١).

كما كانت أسس الصراع بين اليهودية والنصرانية ورجال الدين فيها تنطلق من قاعدة راسخة في الكذب، ولذا حركت الحرب الأهلية في فرنسا هذه الجذور فصارت ثورة أوربية ضد تسلط رجال الكنيسة وسلطتهم، ورجال محاكم التفتيش.

وقد توسع بول ديورانت في قصة الحضارة، في الأجزاء المخصصة لعصر الإيمان، مما تناول الصراع بين اليهود والنصارى، وقيصر المسيح، حيث أبان كما أبان غيره من الدارسين، أن كبار رجال الكنيسة عرف عنهم تعمد الكذب على الناس، وأن واحدا من أكبر القائمين على إحدى الكنائس، أراد أن يبرر لأكاذيبه لما كثرت واكتشفت، بأننا في فصل الربيع، وهو الفصل الذي تبتهج فيه الحيوانات والطيور، بالطريقة الخاصة بها، وسائر المخلوقات أيضا لها أساليبها الخاصة في


(١) قصة الحضارة ١١: ١٦٤.