للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التعبير عن فرحها ومرحها، ونحن البشر الذين يمر بنا فصل بين فصلين: بين الشتاء وثلوجه وبرده، وما يتركه لدى الناس من كآبة، وبين الصيف الذي يلفح الناس بحره، فعلينا أن نعبر عن أنفسنا بهذا الأسلوب الذي يعتبر من الكذب الأبيض (١) فكان مثل هذا التعليل قاعدة استحسنها بعض الناس الذين يكذبون لمآرب، ويستمرئون الكذب لمصالح ولست أدري من أين جاءهم التقسيم هذا عن الكذب: الأبيض والأسود، إذ الكذب واحد وهو نقل الشيء على غير صورته.

ونحن المسلمين ندين الله بما جاء في مصدر التشريع في عقيدة الإسلام، على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من مقت الكذب، وأن الله لا يحب الكاذبين وأنه من علامات النفاق حيث أبانت شريعة الإسلام، كما جاء في القرآن الكريم عن سوء عاقبة المنافقين وأنهم في الدرك الأسفل من النار ولا نصير لهم، لأنهم يكذبون، ويفترون، ويخادعونه وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.

يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر (٢)». فهذه من علاماته البارزة التي تدل عليه.

ولذا فإن مفهوم الكذب الذي يترتب عليه التعدي على الأموال


(١) قصة الحضارة ١١: ١٦٤.
(٢) متفق عليه بلفظ: وإذا وعد أخلف. . . الخ