والأعراض، وإيقاع المظالم على الآخرين والاستهانة بهم وترويعهم، مما يمقته الإسلام، وينهى عن التحلي به، وهو واحد، فلا فرق فيه بين كذب أبيض ولا أسود، ولا أخضر ولا أحمر، ولا غيرها من الألوان، حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن الكذب على الصبيان وعلى الحيوان، فضلا عن الإنسان.
وتبرير كذبة أبريل ما هو إلا موسم يريدون منه، تنشيط هذه العادة، وترسيخها لدى الناس، وحماية ما يصدر عنهم من أغاليط وافتراءات، ولتعويد الآخرين هذا المنهج الذي أنكره مفكروهم، ولذا سميت صفة التعامل الحسن والصدق في القول بالأخلاق التجارية، ونبل الأخلاق وقوة التحمل بالأخلاق التجارية.
وإذا رجعنا إلى ما ذكره ديورانت في موسعة قصة الحضارة، عن رجال الكنيسة، وشهرتهم بالكذب، وهو شاهد من ملتهم عليهم، لرأينا ذلك متأصلا من جذور وثنية، سبقت الديانة النصرانية، فقد أخذوا ذلك عن الديانة الزرادشتية، وعن تعدد الآلهة عند الرومان، حيث تجري احتفالات دينية يتباكون فيها حزنا على موت بعض الآلهة في معتقدهم، لعدة أيام، ثم تضج أسواقهم بعد ذلك بأصوات الفرح ببعث ما يؤلهون من قبره وأن ما قيل ما هو إلا كذب (١).
وهذا مصدر من مصادر فكرة هذه الكذبة المتعارف عليها،