للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمهور فقد أطلق القول إطلاقا وعممه تعميما، ولكنه لم يحدد أي الدرسين كان من الأخفش على الخليل مباشرة وأيهما كان عن طريق الكتاب وغيره.

ومن أساتذة الأخفش سيبويه المتوفى سنة ١٦١هـ أو سنة ١٨٨هـ أو سنة ١٩٤هـ. وكان الأخفش أحفظ تلاميذه وأعلمهم حتى نعت لذلك بصاحب سيبويه أو صاحب كتاب سيبويه، وقد روى عن سيبويه كتابه بل كان الطريق الوحيدة إليه إذ لا يعرف أحد سواه قرأه على سيبويه أو قرأه سيبويه عليه، وقد جعل هذا الصلة بينهما عميقة وأواصر الصداقة منعقدة وملازمة الأخفش لسيبويه مستمرة.

ومن أساتذة الأخفش الذين أخذ عنهم نحوا أو غيره بمقدار أو بآخر أبو الخطاب الأخفش، وقعنب بن أبي قعنب المعروف بأبي السمال العدوي البصري القارئ، وأبو مالك عمرو بن كركرة النميري، وحماد بن الزبرقان، وكانا بصريين، وعلي الجمل وهو نحوي مغمور كان بالمدينة وضع كتابا في النحو (١) منه، وأبو شمر المعتزلي الذي اكتسب الأخفش منه علما بالكلام وحذفا للجدل وتأثر بآرائه الاعتزالية في كتابه " معاني القرآن " مما جعله يؤول آيات الصفات وينفي الرؤية ويؤول آياتها وينحو هذا النحو في غير ذلك من آيات العقيدة في القرآن الكريم.

وقد انفرد السيوطي (٢) بالقول إنه حدث عن الكبلي والنخعي وهشام بن عروة. وكان يكثر من استعمال " بعضهم " وممن عناهم بهذا اللفظ الحسن البصري وبعض أساتذته المعروفين كسيبويه وأبي عمرو بن العلاء.


(١) انظر طبقات النحويين واللغويين ٧٣.
(٢) انظر السيوطي، بغية الوعاة ٥٩٠:١.