للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعارض بين رواية أحمد والبسملة) (١) وكذا ذكر ابن علان في شرحه على الأذكار النووية (٢)، والشيخ زكريا الأنصاري في فتح الباقي شرحه على ألفية العراقي بنحوه (٣).

وجاء في رواية أحمد بذكر (أو) هكذا: «كل كلام أو أمر ذي بال (٤)»، مما يدل على المراد بأن كل أمر ذي شرف وشأن، أو كل حديث وكلام مهم؛ فالأمر أعم من الكلام؛ لأنه قد يكون فعلا، فلذا آثر روايته، قال ابن السبكي:

(والحق أن بينهما عموما وخصوصا من وجه الكلام، فالكلام قد يكون أمرا، وقد يكون نهيا، وقد يكون خبرا، والأمر قد يكون فعلا وقد يكون قولا) (٥).

فالمراد أن كل قول أو فعل ذي شأن ينبغي أن يبدأ بذكر الله تعالى الذي يتمثل بالحمد وغيره؛ لأن ذكر الله أعم من الحمد والبسملة، وجاء هذا اللفظ عند أحمد والدارقطني وإسحاق، وقال السخاوي: بل يقال أيضا هذا الحديث روي أيضا: " ببسم الله بدل بحمد الله، فكأنه أريد بالحمدلة والبسملة ما هو أعم منهما، وهو ذكر الله والثناء عليه على الجملة بصيغة الحمد أو غيرها) (٦).


(١) انظر فيض القدير (٥/ ١٣).
(٢) انظر الفتوحات الربانية له (٣/ ٢٨٨).
(٣) انظر (١/ ٦).
(٤) سنن أبو داود الأدب (٤٨٤٠)، سنن ابن ماجه النكاح (١٨٩٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٥٩).
(٥) انظر فيض القدير للمناوي (٥/ ١٣).
(٦) انظر فتح المغيث (١/ ١٠)