هذا على تقدير ثبوت هذه الألفاظ التي ذكرت، ولكن لم تثبت هذه الألفاظ كلها حتى نلجأ إلى الجمع، وإنما الثابت رواية الحمدلة أو ذكر الله، ولا تعارض بينهما كما تقدم، فرواية البدء بالبسملة رواية ضعيفة جدا وواهية ولا حاجة إلى محاولة الجمع بينها وبين رواية البدء بالحمدلة، وكما أن رواية زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع الحمد لم تثبت، بل هي ضعيفة جدا، فلا تعارض رواية البدء بذكر الله أو بالحمد لله التي حسنها بعض العلماء، أو صححها بعض آخر كما سيأتي.
وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى هذا، بعد أن نقل عن النووي قوله:(فإنه روي -أي الحديث المذكور- على أوجه: بذكر الله، ببسم الله، بحمد الله) فقال: (وعلى تقدير صحته -أي: كما صححه أبو عوانة، وابن حبان كما نقله عنهما- فالرواية المشهورة فيه لفظ: حمد الله، وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية)(١).
قلت: نعم وردت في بعض طرقها كما قال، وليس في جميعها - كما سيأتي في التخريج - بهذه الألفاظ، ومنها رواية: بذكر الله، ومن هنا رجح الخليلي رواية: بحمد الله، على رواية ببسم الله، فقال: (وحديث الأوزاعي عن قرة مشهور، رواه الكبار عن الأوزاعي: الوليد بن مسلم وأبو المغيرة وعبيد الله