للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأنه من قسم الواهي تبعا لما حكم به الحافظ ابن حجر في الفتح والمحدث المفيد أبو العلاء العراقي الفاسي، وولده المحدث أبو زيد عبد الرحمن بن إدريس العراقي فيما كتباه على هذا الحديث: (وسميته: " الصواعق المنزلة على من صحح حديث البسملة ")، ثم بعد ذلك جزمت بأن الحديث من قسم الموضوع المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفردت هذا الجزء (١) لبيان ذلك حتى لا يغتر بكلام المتأخرين أصحاب الشروح والحواشي الجازم بعضهم بتواتره، وبعضهم بشهرته، وبعضهم بحسنه، وبعضهم بصحته مطلق الصحة أو على شرط البخاري (٢).

قلت: أما كونه ضعيفا واهيا فلا شك فيه، لما علمت من أن ابن عمران متهم، فالمقرر في علم المصطلح أن مثله لا يصلح للاعتبار، ولا يجوز العمل بحديث مثله في فضائل الأعمال أيضا، يبقى الإشكال هنا أن كثيرا من العلماء عزوا تحسين الحديث المذكور إلى ابن الصلاح والنووي والسبكي، فكيف ذلك منهم؟! (٣).

قلت: الجواب أن هذا العزو غير صحيح عنهم، فإن هؤلاء لم يحسنوا حديث البسملة، إنما الثابت عنهم تحسين حديث (الحمدلة) كما سيأتي، وقد وضح الغماري سبب وهم من عزا


(١) يعني كتابه المذكور (الاستعاذة والحسبلة).
(٢) انظر ص٧.
(٣) انظر كتابه (الاستعاذة والحسبلة) ١٥ - ١٧، وانظر (الأقاويل المفصلة) للكتاني / ٤١ - ٤٢.