للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التحسين إليهم ومنشأ الخطأ (١).

أما تحسين السيوطي في (نواهد الأبكار) وهي حاشية على (تفسير البيضاوي) بعد ذكره حديث البسملة بإسناد الرهاوي والخطيب بقوله: (إسناده حسن) (٢)، فلعله يقصد أصل الحديث ليس خصوص لفظ البسملة، وهذا هو الذي يظهر لي؛ لأنه تقدم عنه تضعيفه لحديث البسملة، وإلا فهو تساهل منه، وكذلك قول المناوي في (التيسير شرح الجامع الصغير): (٣) (إسناده حسن) تساهل منه، أو أنه قلد من سبقه في هذا الحكم بدون التحقيق، بل ذكر الكتاني أن من بعض المتأخرين من جازف وحكم عليها بأنها متواترة، رأيت ذلك في عبارة له، وهو مقطوع بمجازفته، وقريب منه من قال: إنه حديث مشهور كاد من شهرته أن يبلغ حد التواتر، فإنه من المجازفة البينة أيضا، ويعلم ذلك من الاطلاع على طرق الحديث وكلام أهل الفن.

ومنهم من حكم بأنها صحيحة كالعلامة المحرر المحقق أبي العباس أحمد بن حجر الهيتمي المكي في شرحه للأربعين النووية، وللهمزية (٤).

فهذه الأقوال المذكورة في مرتبة الحديث بلفظه المذكور مخالف لما عليه منهج المحدثين، ولا تتفق بحال مع حقيقة اصطلاح


(١) انظر (الاستعاذة والحسبلة) / ١٥ - ١٧، وانظر (الأقاويل المفصلة) للكتاني / ٤١ - ٤٢.
(٢) الاستعاذة والحسبلة / ١٧.
(٣) انظر (٢/ ٢١١).
(٤) انظر الأقاويل المفصلة لبيان حال حديث الابتداء بالبسملة / ٤٠.