للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيوئيل).

قال أبو حاتم ابن حبان: (هذا الذي قاله يزيد بن السمط ليس بشيء يحكم به على الإطلاق، وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهري، وكل شيء روى عنه لا يكون ستين حديثا، بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر والزبيدي ويونس وعقيل وابن عيينة، هؤلاء الستة أهل الحفظ والإتقان والضبط والمذاكرة، وبهم يعتبر حديث الزهري إذا خالف بعض أصحاب الزهري بعضا) (١).

قلت: إنما نفى ابن حبان أن يكون قرة أتقن الناس في الزهري على الإطلاق، ولذا استدرك على قول يزيد بن السمط: بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر. . . فلا شك أن هؤلاء الستة أتقن وأحفظ من قرة، وكذا ذكر السبكي أرجحية هؤلاء على قرة في الزهري، وقال: ولكن لا على الإطلاق، فقد يكون لقرة خصوصية زائدة بالزهري، وإلا فهذا الأوزاعي إمام أهل الشام كلامه يؤيد كلام يزيد بن السمط، ثم أنا لا أدعي أنه أرجح منهم في الزهري، وإنما أقول: إنه عارف بالزهري غير متهم فيه، وليس في كلام أبي حاتم ما يدرأ ذلك، بل ذكره إياه في كتاب الثقات مع ما حكاه - مما يدل على تبجيله، وإن لم يوافق عليه على الإطلاق- دليل على ما أدعيه. ا. هـ (٢).


(١) انظر الثقات لابن حبان (٧/ ٣٤٢ - ٣٤٣)
(٢) انظر طبقات الشافعية الكبرى (١/ ١٠).