للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الملوك بـ: (بسم الله الرحمن الرحيم)، كما جاء في صحيح البخاري (١) - كتاب التفسير - حيث جاء فيه قال: " ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. . .) (٢).

قال النووي: (فيه استحباب تصدير الكتب بـ: بسم الله الرحمن الرحيم، وإن كان المبعوث إليه كافرا، وأن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم (٣)» يحمل على ذكر الله كما جاء في رواية أخرى: «بذكر الله تعالى»، وهذا الكتاب كان ذا بال، بل من المهمات العظام، وبدأ فيه بالتسمية دون الحمد) (٤).

ثم قال الحافظ ابن حجر بعد أن نقل كلام النووي السابق الذكر: (والحديث الذي أشار إليه أخرجه أبو عوانة في صحيحه، وصححه ابن حبان أيضا، وفي إسناده مقال، وعلى تقدير صحته فالرواية المشهورة فيه بلفظ: "حمد الله"، وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية) (٥) قلت: نعم ورد في بعضها بأسانيد واهية كما تقدم في متن الحديث، وليس كلها كما سبق في التخريج.

ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه شاهد من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه أيضا.

ولذا قال الشوكاني بعد أن ذكر حديث أبي هريرة رضي الله


(١) (٨/ ٢١٥) مع الفتح.
(٢) انظر فتح الباري (٨/ ٢٢٠).
(٣) سنن أبو داود الأدب (٤٨٤٠)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٥٩).
(٤) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (١٢/ ١٠٧ - ١٠٨).
(٥) انظر فتح الباري (٨/ ٢٢٠).