في أميركا بحاجة ماسة إلى إقامة المساجد هناك لاتخاذها مراكز عبادة ومراكز للتعليم.
وإنني أقترح إقامة مسجدين في أمريكا، وثالث في كندا، وذلك في الأماكن التي يزدحم ويكثر عدد المسلمين فيها ليكونوا قريبين من المسلمين وتحقيقا للغاية المنشودة من إقامة هذه المساجد أقترح أن يلحق بها بناء خاص لاتخاذه مدرسة لتعليم الناشئة من أبناء المسلمين أمور دينهم الحنيف ولغتهم العربية الفصحى مع ما يتطلب من إيجاد مكتبة عربية إسلامية خاصة تابعة للمسجد والمدرسة تضم مختلف المراجع والمصادر والكتب العلمية والأدبية الإسلامية؛ لتكون مرجعا لطلاب العلم وليكون الطالب على اطلاع تام بمختلف العلوم الدينية والآداب الإسلامية.
وأقترح أن يكون في المدرسة جناح خاص داخلي لهؤلاء الطلاب المسلمين، تذليلا للمصاعب التي قد تواجه المسلمين الذين يبعدون عن هذه المدارس أو المساجد وأن تبدأ المدرسة بصفوف أولية منظمة يتدرج الطالب فيها سنة بعد سنة من صف إلى صف حتى تكون مدرسة تامة ينال فيها الطالب من العلم ما يناله أخوه في وطننا الأم وحتى أن مستوى هذه المدارس لن يكون أقل من مستوى مثيلاتها في تلك البلاد المهجرية، وأقترح أن تدعهم المدرسة بمدرسين أكفاء مؤهلين لكل مادة من مواد الدراسة في هذه النقطة يتوفر مثل هؤلاء المعلمين والحمد لله ولذلك لا بد من المساهمة في توفير الأموال اللازمة ورصدها لهذه الغاية النبيلة.
أما بالنسبة للمشكلة الثالثة وهي الزواج والوفيات:
فبالنسبة للزواج: إن أهم ما يتعلق بهذه المشكلة هو اجتذاب الكتابيات لأبناء المسلمين في تلك البلاد أو هؤلاء الناشئة يتطلعون إلى تلك الكتابيات للزواج منهن: بحكم اختلاط البيئة والمجتمع أولا، وعدم توفر المرشدين الدينيين الذين يرشدونهم إلى الصراط السوي، فما من شك أن المدارس الأميريكية منذ الصفوف الأولى الابتدائية حتى الثانوية وفي الجامعات يكون الطلاب والطالبات فيها خليطا لذلك تنشأ عادات التعارف بما فيها من مساوئ بين هؤلاء الطلاب والطالبات بغض النظر عن دينهم وعقيدتهم، ولذلك ينجذب هؤلاء الطلاب المسلمين إلى التطلع للأجنبيات للزواج منهن، وفي هذه الحالة فإن المسلم عندما يتزوج من غير مسلمة كنصرانية أو يهودية أو ملحدة ويرتبط بها يبتعد ابتعادا كليا عن دينه ومجتمعه وعقيدته، ونكون بذلك قد خسرنا أبناءنا ونكون مسئولين أمام الله ورسوله والمؤمنين عن فسادهم وعن تحويلهم عن دينهم، بالإضافة إلى الجمعيات التبشيرية والدينية العلمانية التي تسلط أضواءها عليهم لاجتذابهم حيث تعرض عليهم بسخاء تام وتستدرجهم إلى الانضمام وراء تلك الجمعيات التي تهدف إلى القضاء على الإسلام والمسلمين.