للعبادة، وأنه لا باس أن يدعى من دون الله، ولا بأس أن يستغاث به صار كافرا، وإن لم يفعل شيئا.
وهكذا لو اعتقد أنهم يعلمون الغيب، أو يتصرفون في الكون، كان كافرا بهذا الاعتقاد عند جميع أهل العلم، فكيف إذا دعاهم من دون الله، أو استغاث بهم أو نذر لهم؛ فإنه يكون بذلك مشركا شركا أكبر.
وهكذا إذا سجد لهم، أو صلى لهم، أو صام لهم؛ صار بذلك مشركا شركا أكبر، نسأل الله السلامة من ذلك.
وضد التوحيد الشرك، وهو أنواع ثلاثة، والحقيقة أنه نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر.
فالشرك الأكبر: هو ما يتضمن صرف العبادة لغير الله أو بعضها، أو يتضمن جحد شيء مما أوجب الله من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، كالصلاة، وصوم رمضان. أو يتضمن جحد شيء مما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، كالزنا، والخمر، ونحوها. أو يتضمن طاعة المخلوق في معصية الخالق على وجه الاستحلال لذلك، وأنه يجوز أن يطاع فلان أو فلانة فيما يخالف دين الله -عز وجل-، من رئيس أو وزير أو عالم أو غيرهم، فكل ما يتضمن صرف بعض العبادة لغير الله كدعاء الأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم، أو يتضمن استحلال ما حرم الله، أو إسقاط ما أوجب الله، كاعتقاد أن الصلاة لا تجب، أو الصوم لا يجب، أو الحج مع الاستطاعة لا يجب، أو الزكاة لا تجب، أو اعتقد أن مثل هذا غير مشروع مطلقا، كان هذا كفرا أكبر، وشركا أكبر، لأنه يتضمن تكذيب الله ورسوله.
وهكذا لو اعتقد حل ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، كاستحلال الزنا والخمر، وعقوق الوالدين، أو استحل قطع الطريق، أو