للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطال حتى بلغ ستين ذراعا، بل جعله يوم خلقه طويلا على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعا.

والثاني: أن الضمير في قوله: على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة: «على صورة الرحمن (١)» وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه، ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه؛ لأن الاشتراك في الاسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما، لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).

س٢: عن أبي هريرة - رضي ال له عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة (٣)» فهل هذا الحديث صحيح؟

ج: هذا الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه والترمذي في سننه، ولا غرابة فيه، فإن لله أن يخص ما شاء من الأيام بالفضيلة، وأن يكرم من شاء من خلقه بما شاء، كما فضل يوم عرفة ويوم النحر على بقية أيام السنة وخصهما بمزايا لا توجد في غيرهما.

س٣: هل الشيطان كان من الملائكة قبل أن يأمره الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام؟


(١) الطبراني كما في فتح الباري ٥/ ١٨٣، وابن خزيمة في التوحيد برقم ٤١، والبيهقي في الأسماء والصفات ٢٩١، وابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٢٢٩، والآجري في الشريعة ٣١٥.
(٢) سورة الشورى الآية ١١
(٣) صحيح مسلم الجمعة (٨٥٤)، سنن الترمذي الجمعة (٤٩١)، سنن النسائي الجمعة (١٤٣٠)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤١٨).