للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله: النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض (١)». وأول من يكسى من الخلائق إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، وقيل الحكمة في ذلك ترجع لأمور:

١ - لأنه جرد حين ألقي في النار.

٢ - لأنه أول من استن التستر بالسراويل.

٣ - لأنه لم يكن في الأرض أخوف لله منه فعجلت له الكسوة أمانا له ليطمئن قلبه (٢).

أما الذين يؤخذون ذات الشمال والوارد ذكرهم في الحديث فقد ذكر فيهم أقوال كثيرة رجح منها: " أنهم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر، يعني: حتى قتلوا وماتوا على الكفر " (٣). وجاء أن الناس يبعثون بثيابهم التي ماتوا عليها، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها (٤)». وهذا الحديث يعارض حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قبله، إلا أن العلماء - رحمهم الله تعالى - تكلموا على هذا الحديث، وجعلوا له تأويلات، والله أعلم بالصواب. قال المنذري: " رواه


(١) رواه مسلم في صحيحه كتاب الجنة ونعيمها حديث ٢٨٥٩، ورواه ابن ماجه كتاب الزهد ٣٣.
(٢) فتح الباري ١١/ ٣٨٤.
(٣) فتح الباري ١١/ ٣٨٥. والظاهر أنهم الذين أحدثوا في دين الله تعالى كما هو ظاهر الحديث. والله أعلم.
(٤) رواه الحاكم في مستدركه ١/ ٣٤٠ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ورواه أبو داود في كتاب الجنائز ١٤. وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع ٢/ ١٧١ حديث رقم ١٩٦٧، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/ ٢٣٤ حديث ١٦٧١.