للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والهدايا كما تقدم. أما الخضر عليه السلام وغره من الناس فلا يجوز الذبح لهم ولا صرف شيء من العبادة لهم فالتقرب إليهم بالذبائح ليشفعوا لك أو ليشفوا ولدك كل هذا من الشرك الأكبر والعياذ بالله، وهكذا الذبح للأصنام والجن والكواكب كله شرك أكبر فيجب الحذر من ذلك كله والتواصي بتركه والتناصح بذلك حتى يكون الذبح لله وحده كما تجب الصلاة له وحده وسائر العبادات لقوله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (١)، وقوله سبحا نه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (٢) وقوله سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٣)

والآيات في هذا المعنى كثيرة. وهكذا الدعاء والاستغاثة فلا يستغاث بالخضر ولا بغيره من الخلق بل يجب أن تكون الاستغاثة بالله وحده فلا يستغاث بالأنبياء ولا بالملائكة ولا بالأصنام ولا بالكواكب ولا بالأموال وإنما يستغاث بالله وحده ولا يطلب المدد إلا منه سبحانه لأنه سبحانه هو الذي يملك كل شيء وهو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى. أما الحي القادر الحاضر فلا بأس أن يستعان به فيما يقدر عليه تقول يا أخي ساعدني على كذا وهو يسمعك أو بالمكاتبة أو من طريق الهاتف تقول أعنى على كذا أو أقرضني كذا فهذا لا بأس به لأنه من الأمور العادية ومن الأسباب الحسية فلا حرج فيها لقوله سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٤)، وقوله سبحانه


(١) سورة البينة الآية ٥
(٢) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٣) سورة الفاتحة الآية ٥
(٤) سورة المائدة الآية ٢