للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثلاثة المفضلة وهي عصر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله وتابعيهم بإحسان اختلف الناس في منشأ هذه التسمية ومصدرها الذي ترجع إليه ومم اشتقت وذلك على أقوال: (١).

القول الأول: أنها نسبة لأهل الصفة، واعترض عليه بأنه لو كان كذلك لكانت النسبة اللغوية له صفي بضم الصاد وتشديد الفاء مكسورة بعدها ياء النسبة.

القول الثاني: أنها نسبة إلى الصف المقدم بين يدي الله. ورد أن النسبة له لغة لو كان كذلك صفي بفتح الصاد بعدها فاء مشددة مكسورة بعدها ياء النسب.

القول الثالث: أنها نسبة للصفوة من الخلق. وهو فاسد لأنه لو كان الأمر كذلك لكانت النسبة إليه لغة صفوي بصاد وبعدها فاء مفتوحين بعدها واو مكسورة ثم ياء مشددة للنسبة.

القول الرابع: نسبة إلى صوفة بن بشر بن أد بن طابخة قبيلة من العرب كانوا يجاورون بمكة من الزمن القديم ينسب إليهم النساك) قال ابن تيمية: (وهذا وإن كان موافقا للنسب من جهة اللفظ فإنه ضعيف أيضا، لأن هؤلاء غير مشهورين ولا معروفين عند أكثر النساك ولأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى ولأن غالب من تكلم باسم الصوفي لا يعرف هذه القبيلة ولا يرضى أن يكون مضافا إلى قبيلة في الجاهلية ولا وجود لها في الإسلام) فتحصل من هذا أن هذا القول مردود من خمسة وجوه:

الوجه الأول: كونهم غير معروفين ولا مشهورين بين النساك.


(١) الصوفية والفقراء لابن تيمية ص (١١، ١٢) مختصر الفتاوى المصرية (٥٦٧، ٥٦٨).