للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوجه الثاني: أنه لو كانت هذه النسبة مشهورة لكانت شهرتها في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان أولى من شهرتها فيمن بعدهم.

الوجه الثالث: أن من تسمى بهذا الاسم وهو الصوفية لا يعرف هذه القبيلة.

الوجه الرابع: أنه لو قدر وأن الصوفية سمعوا بها فإنهم لا يرتضون أن ينسبوا لاسم جاهلي لا وجود له في دين الإسلام.

الوجه الخامس: أنهم لو رضوا التسمي بهذا الاسم الجاهلي لما سلم لهم ولا قبل منهم لأنه نسبة إلى غير الإسلام والله جل وعلا يقول: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (١) وبذا يعلم حرمة التسمي باسم لم يقره الإسلام أو يكون منه.

والقول الخامس: أنها نسبة إلى الصفة بتشديد الصاد مع كسرها وفتح الفاء بعدها. ومصدرها معنى هو الاتصاف بالصفات الجميلة الحسنة (٢) وهو فاسد لأن النسبة اللغوية والحالة هذه وصفي بواو مفتوحة وسكون الصاد كسر الفاء بعدها ياء النسب.

القول السادس: (٣) يرى الكاتب النصراني جرجي زيدان أن كلمة صوفي هي: الكلمة اليونانية (سوفيا) بمعنى الحكمة وقد رد ذلك المستشرق (نولدكه) (إن سيجما اليوناني حرف يمثل في العصور المتأخرة بحرف السين العربي في جميع ما عرب من كلمات يونانية لا بحرف الصاد) كما فعل جرجي زيدان مما يدل على عدم علمه بهذا الأمر ورد هذا بأنا نقول: في


(١) سورة آل عمران الآية ١٩
(٢) انظر الصوفية معتقدا ومسلكا. صابر طعيمة.
(٣) أنواع الكشف عن حقيقة الصوفية (٧٤٠).