للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرئي والشاهد عين المشهود فليس في الوجود شيء غير الله وجميع الاعتبارات لا وجود لها لأنها خيال ولا وجود له أصلا إلا في ذهن من تصوره وأما الحقيقة فالموجودات هي الله ليس شيء غيره أبدا (١).

هذا ويذكر ابن تيمية أن قول هؤلاء الحلولية من الصوفية مركب من ثلاث عقائد هي:

أولا: سلب الجهمية وتعطيلهم.

ثانيا: مجملات الصوفية وهو ما يوجد في كلامهم من الألفاظ المجملة المتشابهة وكلمات المغلوبين على عقولهم الذي يتكلمون به حال سكرهم وإغمائهم.

ثالثا: الزندقة التي هي أصل التجهم وهي غالبة على ابن سبعين والقونوي والتي قبلها غالبة على ابن عربي وزمرته (٢).

ويمكن رد مذهب الحلولية بأن يقال:

أولا: هذه الأعيان الموجودة عندكم هل أوجدها الله بعد هذا العدم أو بقيت فيه فإن قال ما فيه فيه فقد كابر الحس والعقل والشرع ومثل ذلك لا يقوله عاقل يدري ما يقول.

وإن قال بل أوجدها بعد عدمها لم تكن هي عينه لأن الله لم يكن معدوما حال عدمها فيوجد لأنه ينافي قدمه تعالى فبطل بذلك الاتحاد (وجب أن يكون العالم غير الله بل هو خلقه) (٣).

ثانيا: أن الوجود والماهية شيء واحد في خارج الذهن فلا يتصور


(١) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ٢٧).
(٢) انظر مجموعة المسائل والرسائل (٤/ ٢٧).
(٣) انظر مدارج السالكين (١/ ١٤٧، ١٤٨).