للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: عبد مكاتب من انعقدت له أسباب الحرية وهو يسعى إلى كماله فهو عبد من جهة وحر من جهة فما دام قد يبقى عليه من الكتابة درهم واحد فهو عبد مادام ينظر إلى حظوظ نفسه.

ثالثا: عبد حر وهو من خلصت عبوديته لربه وخرج من قيود النفس وحظوظها.

موقف الشرع من الوجد:

لا يختلف الأمر في الوجد عن الذوق فهو منقسم إلى قسمين:

١ - وجد إيماني وهو ما دل عليه الشرع وهو وجد صحيح.

٢ - وجد شيطاني: وهو ما لم يدل عليه دليل من الشرع هو وجد باطل.

فالمرجع في صحته وفساده إلى دلالة الشرع لأنه كالذوق لا يدري ما يوجد في القلب هل هو حق أو باطل لأن فرضهما في الوجود متساويا فلا بد من مرجح وهو الشرع.

كما أن الوجد قد يبلغ ببعض الناس إلى درجة يغيب فيها عن شعوره وفي هذه الحالة هو لا يدري من يخاطبه فيظن أن ذلك ملك أو أنه ربه والأمر ليس كذلك لأن من فقد التمييز والعقل لم يكن له حكم صحيح على الأشياء فكيف يمكن الاعتماد عليه كما قال صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة وذكر منها. . والنائم حتى يستيقظ (١)» وهذا الواجد في حالة غيبوبته بوجده هو كالنائم من جهة أنه لا عبرة بما يقوله أو يتكلم به حال نومه أو يراه حال نومه أضف إلى ذلك ضعف العلم والمعرفة فإنه عندئذ لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فتملي عليه الشياطين ما تشاء وهو لا يعلم أن ذلك المخاطب له ما هو إلا شيطان أو فاسق من الجن فيقع عندئذ السهو والخطأ (٢).


(١) سنن الترمذي الحدود (١٤٢٣)، سنن ابن ماجه الطلاق (٢٠٤٢)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١٤٠).
(٢) انظر مدارج السالكين (٣/ ٧٢).