أولا: أنه لم يرد في الكتاب والسنة مدح الفناء وذمه، ولا ثبت ذلك عن السلف الصالح، ولا استعملوا لفظه ولا أشاروا إليه مما يدل على أنه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة.
ثانيا: لو كان هذا المقام محمودا لكان السلف رحمهم الله أولى الناس بالعناية به؛ فلما لم يثبت ذلك دل على أنه ليس من سبيلهم- في الدين.
ثالثا: أن مجرد كونه اصطلاحا فلا مشاحة فيه لا يصح؛ لأنه ترتب عليه فساد ففيه مشاحة فهو الأساس الذي بنى عليه أهل وحدة الوجود مذهبهم فما لزم منه الباطل ليكون باطلا.
رابعا: أن هذا المسلك لا يخرج عن معنى الربوبية وهو لا يكفي في دخول الإسلام فضلا عن أن يكون أفضل الأحوال.
خامسا: وقد أشار ابن تيمية إلى المفاسد المترتبة على القول بالفناء وهي:
أولا: تساوي الحوادث عند القائل به فلا فرق بين طاعة ومعصية، ولا بين مؤمن ولا كافر، وهو باطل؛ إذ لا بد لكل حي أن يفرق بين ما ينفعه ويضره وبين ما يؤلمه وما لا يؤلمه وبين الخبز والتراب وبين الماء والشراب ونحو ذلك.
ثانيا: أنهم لم يفرقوا بين الشرع والقدر؛ إذ الشرع يقتضي الفرق بين ما يأمر الله به وبين ما ينهى عنه وبين أعداء الله وأحبائه، وأما القدر فكل الموجودات نسبتهم إليه سواء.