للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آنذاك أولهما: " إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء " وثانيهما: " قرة العينين في تفضيل الشيخين " (١) وقد سبق أن شيخ الإسلام ألف كتابه العظيم " منهاج السنة " ورجح أن خلافة أبي بكر ثابتة بالنص، ونرى أن الدهلوي يذهب إلى هذا المذهب، ويسوق لها الأدلة نحو ما وجد في المنهاج، وهكذا نرى أن الشاه ولي الله الدهلوي قد استفاد من أفكار ابن تيمية في حجة الله البالغة، حتى نقل بعض عباراته حرفيا.

وأكبر دليل على معرفته التامة بشيخ الإسلام وعلومه هو ما كتبه إلى تلميذه المحقق العلامة الملا محمد معين السندي الحنفي مصنف " دراسات اللبيب " ردا على سؤاله عن شخصية شيخ الإسلام فهو يقول:

إننا قد تحققنا من حاله أنه عالم بكتاب الله ومعانيه اللغوية والشرعية، وحافظ لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآثار السلف، عارف بمعانيها اللغوية والشرعية، أستاذ في النحو واللغة، محرر لمذهب الحنابلة: فروعه وأصوله، فائق في الذكاء، ذو لسان وبلاغة، اللهم إلا هذه الأمور التي ضيق عليه لأجلها، وليس شيء منها إلا ومعه دليله من الكتاب والسنة وآثار السلف، فمثل هذا الشيخ عزيز الوجود في العالم، ومن يطيق أن يلحق شأوه في تحريره وتقريره؟! والذين ضيقوا عليه ما بلغوا معشار ما آتاه الله، وإن كان تضييقهم ذلك ناشئا عن اجتهاد ". انتهى (٢).


(١) نقله إلى العربية فضيلة الدكتور مقتدي حسن الأزهري، وهو جاهز للطبع محققا ومخرجا بإذن الله.
(٢) مناقب البخاري وفضيلة ابن تيمية ط. السلفية، بلاهور، باكستان.